12-24-2019, 12:50 AM
|
#11
|
|
أوراق الحكاية
إن كنت لا تـعرف الـعشق
لما تستلني مـن خريف إلى ضباب؟
تبكي دمـا بـللت بــه الثرى
وتستغيث بـأَحْوَى حُبك هذيـلا
ولماذا ارتـداك النـاي الحـزين؟
وفـاضت سدودك تبكي جدولا
تخلع مـن على شبابيك قلبا قـد دنى
ومـن الهديـل في مدرج الـوصـال تعلـو
فتعلو روحك الـراجفـة...
كيف لا تعرف الـعزف...؟!
و مـن أين يـأتيك ذاك الـذي يـرتضيك؟
ألقـاك ...ألقـاً شفيفـاً
وأغـادرك ...شغبـاً ظريفـا
يجتازني كـالـزلزال
إلى سلسبيل الـغوايـة و الهذيـان
كأنك مـا كنت يومـا سليل الأتـراب!
أما كنت يوما قبلـة المنتهى!
دليلاً يقودني أسيراً نحو شاطئ بـاب الهوى
صبي مُتَلَبِّبٍ في كَفِّه قطعـة سكاكر
صبي في معبده يرتكب الجنـون
لماذا إذن نـزف قلبك يشرخ المرايـا؟
يهطل في راحتي...
في دمي...
يسرقني...
يبعثر سلاسل الـقرايـا
ويكتبني في صفحات الخطايا
أنا لست نبيلا...ولست جميلا
لكنني إذا مـا تـأخرت يـومـا...
آتيك وفي راحتي مجـد الخلــود
وأتـأهب كـي أستفز السكـون
واستمطر الحروف الخائفـة
إذا ما تـأخرت يـومـا...
تذوب مني أحلامـي...
وأفقد كـل أركـاني...
وتنثرني الـريح في الـطريق المسكون
أصير غيمة بـلا رجاء ...
بين الحصى ألملم بقايـا الأثيرة
أنا لست نبيلا...
ولكنني...
أراك في الليل كـوكـباً...
على سجادة القلب تطيل الاعتكـاف
فخبئني في رمشك وامش
تمش الأرض خلفي...
أرمني في سلالـك...
في عروقـك ...
في دلالـك...
وأقمارك المشتهاة كطير حمـام
ليس لي قلبٌ آخر كي يكيد لي...
إذا مـا رآني أعانـق روحك في خلـوة
أو يراك ترميني بقبلـه
أنا لست نبيلا...ولست جميلا
وما كـاد لي حلم في الخفـاء
قد مشيت إلى لسعة عسلك طوعــا
وما نـابني إلا الشهية
لا أَدري أَهو البياضُ يعلو السوادَ
أَم الإِسْحارّ
أَم الأمطار...
تحررني مـن شغب المكـان
مـن وحشة الزمـان...
مني...ومن الهذيـان
أم عبير الرؤى قـد اجتاز خط الأمان
حديقتي مسكينة .. تعفَّر بالتراب
تمثل مطالعا الأحباب
والذكرى تـأبدت أن تنـام
أعبر الرؤى فارسا
علّي ألاقيك هناك في الذاكـرة النقية
لعلي أفكك أسرار أنـائـك
تعـال...مثل فجر يغازل أسوار المدينة
تعـال...كخيل يركض في ربوع الصبا
وتنفس في رئتي...
وأشربني رشفـة سائغـة
وأعود أنا بين يديك حيا
فكما تُشبهني...
أرقى...
وكما تراني...
أكـون...
البسني كيفما تشاء
واختم علِّي بـالبقاء
وسأهمس في أذنـك
اذا ما خلى الرفيق بـك طوق النجـاة
فـلا تجعل النبض لغيرك مبسما
وسأعزف لك على مقعد الأحباب
من رقرقة مقلتيك انثر مطر الخلود
تساكن مـا قر الحلم ومـا ارتقى
ومـا فاض بريقك إلا وأضاء تجويف المكان
لست جميلا...
لكن لغتي هي التي أنجبتني...
وما قلدتني سواي حبك مرآبـا
وما جعلتني سواي معذبـا
كينونتي في حيرتي أذوبهـا في الـدروب
فتورق في صخرة أرهقتها غوايـة الحروف
لست نبيلا..
إن لم آتيك مطراً مدرارا
أجرجر التيه على سندس الـوقت أذيـالي
وتميل الروح إليك مصعدا
ألـوح بالغناء...
ألـوذ ببساط الريح مركبا...
تعال لا تتركني هكذا...!!
فهذا الخريف محمل بجنون أفئدة المرايـا
هذا المدادُ معتق بجوف استراحات الزوايـا
والعمر ربان يضيع ببحر أوراق الحكايــــــة
فكن صديقـاً...
كن قريبـاً...
إذا مـا اعترتني الغفلة بياض الـرجاء
|
|
|
|
|
|