|
|
|
|
|
71 _ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ؟ قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة، ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥﴾) السجدة ... فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون. 72 _ ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟ ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا
(رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴿٦٥﴾) مريم
،( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11
( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾) .طه
73 _ هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟ نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات. 74 _ ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟ أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى ( وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ) الشورى 5
وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩﴿٢٠٦﴾) الأعراف
وقوله تعالى (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾)البقرة
وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
75 _ ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و
(عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾) الأنبياء 26 ، 27
( لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم 6
( لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴿٢٠﴾) الأنبياء 19 ، 20
ولا يسأمون ولايستحسرون.
76 _ اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر، وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور، وهو اسرافيل عليه السلام.
ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد، وهم الكرام الكاتبون.
ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه.
ومنهم الموكل بالنار وعذابها ، وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر،
ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير.
ومنهم حملة العرش، ومنهم الكروبيون، ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها، ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم، ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر، ومنهم صفوف قيام لا يفترون، ومنهم ركع سجد لا يرفعون، ومنهم غير من ذلك (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) المدثر 31
.ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى. 77 _ ما دليل الإيمان بالكتب ؟ أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ) النساء 136
وقوله تعالى( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾) البقرة 136
الآيات
وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى
( وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ. ( الشورى 15
78 _ هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى (اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٣﴾مِن قَبْلُ)
آل عمران 2 _ 4
وقال تعالى (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) النساء 163
وقال تعالى(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾) النجم
وقال تعالى(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الحديد 25
فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله :
(وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ) الشورى 15 79 _ ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟ معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى
(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ) الشورى 51
وقال تعالى لموسى
( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي) الأعراف 144
(وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا) النساء 164
وقال تعالى في شأن التوراة
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) الأعراف 145
وقال في عيسى
(وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ) المائدة 46
وقال تعالى
( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء 163
وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن
(لَّـٰكِنِ اللَّـهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿١٦٦﴾) النساء
وقال تعالى فيه
(وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴿١٠٦﴾) الإسراء
وقال تعالى
( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾) الشعراء ..... الآيات,
وقال تعالى فيه
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾) فصلت ...... الآيات,
وغيرها كثير. 80 _ ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة؟ قال الله تعالى فيه
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)
المائدة 48
وقال تعالى ( وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾) يونس
وقال تعالى
( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يوسف 111
قال أهل التفسير
مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾) القصص
81 _ ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى
(وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾) الأنعام
وقال تعالى ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) الأعراف 3
وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾) الأعراف
وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال" فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به" مسلم ( 7 /122 _ 123 )
وفي حديث علي مرفوعا "إنها ستكون فتن "قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:"كتاب الله " وذكر الحديث.
جامع الترمذي ( 5 / 172 رقم 2906 ) سنن الدارمي ( 2 /313 ) والحديث بإسناده ضعيف
82 _ ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة. 83 _ ما حكم من قال بخلق القرآن ؟ القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾) الواقعة
وقال تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾) العنكبوت
وقال تعالى ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) الكهف 27
وقال تعالى( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ) التوبة 6
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "أديموا النظر في المصحف" والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين. 84 _ هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي "الحديث
أبو داود ( 4738 ) ابن خزيمة في التوحيد ( ص 145 ) ابن حبان 37
صححه الألباني في صحيح الجامع ( 436 ) والصحيحة ( 1293 )
- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء,
(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾) الكهف
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ) لقمان 27
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾)الأنعام 85 _ من هم الواقفة وما حكمهم ؟ الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :"من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق,وإلا فهو شر من الجهمية".
86 _ ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:" من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع". |
|
|
|
|
|
|